" أسوأ ما في المرض العقلي .. هو أن الناس يتوقعون منك أن تتصرف كما لو أنك لست مريضاً أبداً "
(مراجعة فيلم Joker 2019)
المراجعة لا تحتوي على أي حرق للأحداث
----------------------------------------
أولاً وقبل أن أبدأ أتوجه بإعتذاري للمخرج تود فيليبس كوني قد شككت في قدراته الاخراجية كي يقدم لنا فيلما أصلياً لشخصية هي الأشهر والأفضل لدى الكثير من محبي عالم DC السينمائي فقد نجح تود في تقديم فيلم سواء كمؤلف أو كمخرج سوف يصبح علامة سينمائية في لفترة زمنية طويلة ..
الفيلم الذي انتظره الجميع منذ أن دارت حوله الكثير من الأقاويل .. خصوصاً عقب انسحاب المخضرم مارتن سكورسيزي من اخراجه لأجل التفرغ للفيلم الآخر المنتظر The Irishman والذي سيصدر خلال اسابيع قليلة ..
اضافة الى عدم ثقة المشاهدين في المخرج تود فيليبس نظراً لشهرته بأفلامه الكوميدية الصارخة والتي تتصدرها وبجدارة ثلاثية The Hangover .. كما لا يمكننا أن ننسى المقارنة التي وُضع فيها خواكين فينيكس ضد هيث ليدجر الذي جسد أقوى جوكر ظهر على الشاشة وتحديداً عقب الفشل الذريع لجاريد ليتو في آداء الشخصية في فيلم الفرقة الانتحارية ..
كل هذه العوامل شكلت اختباراً صعباً لجميع فريق العمل وعلى رأسهم الشركة المنتجة وصاحبة الحقوق DC ، والتي عانت في السنوات الأخيرة من خيبة الأمل التي قدمتها في العديد من أفلامها مما جعل شركة مارفل تسيطر على سوق افلام السوبر هيروز والكوميكس بشكل شبه كامل ..
وكما يقول المثل المصري الشهير "التاجر لما يفلس بيدور في دفاتره القديمة" فقد قامت الشركة بتوجيه أنظارنا نحو أنجح شخصية في عالمها الخاص والتي كانت من الشخصيات القليلة التي جعلت معظم المشاهدين يتمنون فيها ولو لمرة واحدة أن ينتصر الشر على الخير من شدة اعجابهم بها ..
بعد كل الذي ذكرت رُفع الستار عن الفيلم الذي انتظره جموع محبي السينما حول العالم بين ترقب لنجاح مدوي وتخوف من فشل ذريع ..
حتى وإن كانت إشادات النقاد في المهرجانات قد صالت وجالت أمام أعيننا في الأخبار والتعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي ، لكن ولتَجارب كثيرة تجنب المشاهدون الثقة في تلك التقييمات والإشادات ، وأصبح لا حكماً يقرر ويقيم الفيلم إلا هم وحدهم ..
لا أستطيع أن أصف لكم كم التصفيق الحار الذي تلقاه الفيلم بعد انتهاءه كما لا يمكنني أن أخبركم بكم المشاعر المختلطة التي ستتملكك وأنت تشاهده مزيج من المشاعر التي لا علاقة لها ببعضها البعض تنبثق من تلك الأحداث التي تجري أمامك على الشاشة وبدون أن تشعر بأي ملل في أسرع بناء شخصية شاهدته في فيلم أو مسلسل ..
فليس هناك مط أو ابتذال أو محاولة تجميل أو زيادة بدون أي داعي كما حدث مع كثير من الافلام السابقة ، فقط أحداث متتابعة تعيشها وكأنك موجود معهم في أركان المشهد ..
عن خواكين فينيكس جوهرة التقمص السينمائي في الوقت الحالي خصوصاً عقب اعتزال السير دانيال داي لويس .. فهناك فارقاً كبيراً بين ممثل يتمكن من ادواره لكنك قد تشعر بتكرار الآداء بين فيلم وفيلم آخر قدم فيه آداءاً مشابهاً مثل هذا ..
وبين خواكين فينيكس ومدرسة التقمص التي تجعلك تنسى تماماً أنك أمام شخص عادي يجسد شخصية وهمية ، بل سوف تقسم أن هذا الشخص مجنون في الحقيقة كما هو في فيلم The Master ، أو انطوائي في حياته تماماً في آداءاته في فيلم Her ، أو أنك أمام شخص مريض تعرض لظروف عاتية جعلت منه كتلة شر تسير على قدمين تماماً كما فعل خواكين في شخصية الجوكر ..
قبل أن تبدأ في مشاهدة الفيلم عليك أن تسحب جوكر ليدجر او نيكلسون من عقلك تماماً .. لا تقارنه أبداً بما ستراه في جوكر خواكين .. جوكر خواكين مختلف تماماً عن ما سبقه في اي جوكر أداه ممثل آخر .. جوكر متفرد من نوعه لا يصلح أن يقارن بأحد ممن قبله ..
فجوكر نيكلسون تطرق فيه المخرج تيم بيرتون إلى نسخة الكوميكس وكيف أن سقوطه في مواد كيميائية قد جعله بذلك الجنون وهذا الشكل الغريب أما جوكر ليدجر هو الجوكر القاتل الدموي العنيف الذي استطاع ليدجر أن يشعرنا من خلاله وكأن أبواب جهنم قد فُتحت على مصراعيها ودلف منها الشيطان خارجاً إلينا في ثلاثية نولان الشهيرة ..
لكن جوكر خواكين هو فيلم عبارة عن ساعتين كاملتين تستعرض فيهما حياة رجل عادي يعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي تتداخل معها أمور خارجية وظروف قدرية أدت إلى بزوغ الشر الذي في داخله على الملأ بطريقة سوداوية مغلفة بالكآبة ومُشعة بالطاقة السلبية ..
كنت اسخر من تلك المخاوف التي انتابت الشرطة الامريكية والمباحث الفيدرالية والجيش الأمريكي من الأضرار التي قد يسببها هوس محبي الشخصية عقب مشاهدة الفيلم ، لكن صدقوني الفيلم سلبي بشكل غير مسبوق والتحريض على العنف الذي حذرت منه تلك الجهات هو أمر متوقع حدوثه فعلاً ..
كما أن الأفكار التي يطرحها والحوارات التي يتناولها والموسيقى التصويرية التي تشعر وكأنها خارجة من مزمار غول .. مع الكادرات السينمائية السوداوية مع العنف الدموي التارنتيني .. كل تلك الأشياء جعلت من الفيلم كتلة مظلمة يخشى على ضعاف النفوس منها ..
تفاصيل متماسكة قدمها لن تود فيليبس نتج عنها عدة حبكات سينمائية مبهرة جعلتنا نستمتع بساعتين من الفن السابع الذي افتقدنا أن نرى مثله منذ زمن بعيد..
تقييم تحفة السنة #JOKER
IMDb : 9.4
Rotten Tomatoes : 72%
اتركوا المقارنات جانباً
فقط .. استمتعوا
(مراجعة فيلم Joker 2019)
المراجعة لا تحتوي على أي حرق للأحداث
----------------------------------------
أولاً وقبل أن أبدأ أتوجه بإعتذاري للمخرج تود فيليبس كوني قد شككت في قدراته الاخراجية كي يقدم لنا فيلما أصلياً لشخصية هي الأشهر والأفضل لدى الكثير من محبي عالم DC السينمائي فقد نجح تود في تقديم فيلم سواء كمؤلف أو كمخرج سوف يصبح علامة سينمائية في لفترة زمنية طويلة ..
الفيلم الذي انتظره الجميع منذ أن دارت حوله الكثير من الأقاويل .. خصوصاً عقب انسحاب المخضرم مارتن سكورسيزي من اخراجه لأجل التفرغ للفيلم الآخر المنتظر The Irishman والذي سيصدر خلال اسابيع قليلة ..
اضافة الى عدم ثقة المشاهدين في المخرج تود فيليبس نظراً لشهرته بأفلامه الكوميدية الصارخة والتي تتصدرها وبجدارة ثلاثية The Hangover .. كما لا يمكننا أن ننسى المقارنة التي وُضع فيها خواكين فينيكس ضد هيث ليدجر الذي جسد أقوى جوكر ظهر على الشاشة وتحديداً عقب الفشل الذريع لجاريد ليتو في آداء الشخصية في فيلم الفرقة الانتحارية ..
Joker |
كل هذه العوامل شكلت اختباراً صعباً لجميع فريق العمل وعلى رأسهم الشركة المنتجة وصاحبة الحقوق DC ، والتي عانت في السنوات الأخيرة من خيبة الأمل التي قدمتها في العديد من أفلامها مما جعل شركة مارفل تسيطر على سوق افلام السوبر هيروز والكوميكس بشكل شبه كامل ..
وكما يقول المثل المصري الشهير "التاجر لما يفلس بيدور في دفاتره القديمة" فقد قامت الشركة بتوجيه أنظارنا نحو أنجح شخصية في عالمها الخاص والتي كانت من الشخصيات القليلة التي جعلت معظم المشاهدين يتمنون فيها ولو لمرة واحدة أن ينتصر الشر على الخير من شدة اعجابهم بها ..
بعد كل الذي ذكرت رُفع الستار عن الفيلم الذي انتظره جموع محبي السينما حول العالم بين ترقب لنجاح مدوي وتخوف من فشل ذريع ..
حتى وإن كانت إشادات النقاد في المهرجانات قد صالت وجالت أمام أعيننا في الأخبار والتعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي ، لكن ولتَجارب كثيرة تجنب المشاهدون الثقة في تلك التقييمات والإشادات ، وأصبح لا حكماً يقرر ويقيم الفيلم إلا هم وحدهم ..
لا أستطيع أن أصف لكم كم التصفيق الحار الذي تلقاه الفيلم بعد انتهاءه كما لا يمكنني أن أخبركم بكم المشاعر المختلطة التي ستتملكك وأنت تشاهده مزيج من المشاعر التي لا علاقة لها ببعضها البعض تنبثق من تلك الأحداث التي تجري أمامك على الشاشة وبدون أن تشعر بأي ملل في أسرع بناء شخصية شاهدته في فيلم أو مسلسل ..
فليس هناك مط أو ابتذال أو محاولة تجميل أو زيادة بدون أي داعي كما حدث مع كثير من الافلام السابقة ، فقط أحداث متتابعة تعيشها وكأنك موجود معهم في أركان المشهد ..
عن خواكين فينيكس جوهرة التقمص السينمائي في الوقت الحالي خصوصاً عقب اعتزال السير دانيال داي لويس .. فهناك فارقاً كبيراً بين ممثل يتمكن من ادواره لكنك قد تشعر بتكرار الآداء بين فيلم وفيلم آخر قدم فيه آداءاً مشابهاً مثل هذا ..
وبين خواكين فينيكس ومدرسة التقمص التي تجعلك تنسى تماماً أنك أمام شخص عادي يجسد شخصية وهمية ، بل سوف تقسم أن هذا الشخص مجنون في الحقيقة كما هو في فيلم The Master ، أو انطوائي في حياته تماماً في آداءاته في فيلم Her ، أو أنك أمام شخص مريض تعرض لظروف عاتية جعلت منه كتلة شر تسير على قدمين تماماً كما فعل خواكين في شخصية الجوكر ..
قبل أن تبدأ في مشاهدة الفيلم عليك أن تسحب جوكر ليدجر او نيكلسون من عقلك تماماً .. لا تقارنه أبداً بما ستراه في جوكر خواكين .. جوكر خواكين مختلف تماماً عن ما سبقه في اي جوكر أداه ممثل آخر .. جوكر متفرد من نوعه لا يصلح أن يقارن بأحد ممن قبله ..
فجوكر نيكلسون تطرق فيه المخرج تيم بيرتون إلى نسخة الكوميكس وكيف أن سقوطه في مواد كيميائية قد جعله بذلك الجنون وهذا الشكل الغريب أما جوكر ليدجر هو الجوكر القاتل الدموي العنيف الذي استطاع ليدجر أن يشعرنا من خلاله وكأن أبواب جهنم قد فُتحت على مصراعيها ودلف منها الشيطان خارجاً إلينا في ثلاثية نولان الشهيرة ..
لكن جوكر خواكين هو فيلم عبارة عن ساعتين كاملتين تستعرض فيهما حياة رجل عادي يعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي تتداخل معها أمور خارجية وظروف قدرية أدت إلى بزوغ الشر الذي في داخله على الملأ بطريقة سوداوية مغلفة بالكآبة ومُشعة بالطاقة السلبية ..
كنت اسخر من تلك المخاوف التي انتابت الشرطة الامريكية والمباحث الفيدرالية والجيش الأمريكي من الأضرار التي قد يسببها هوس محبي الشخصية عقب مشاهدة الفيلم ، لكن صدقوني الفيلم سلبي بشكل غير مسبوق والتحريض على العنف الذي حذرت منه تلك الجهات هو أمر متوقع حدوثه فعلاً ..
كما أن الأفكار التي يطرحها والحوارات التي يتناولها والموسيقى التصويرية التي تشعر وكأنها خارجة من مزمار غول .. مع الكادرات السينمائية السوداوية مع العنف الدموي التارنتيني .. كل تلك الأشياء جعلت من الفيلم كتلة مظلمة يخشى على ضعاف النفوس منها ..
تفاصيل متماسكة قدمها لن تود فيليبس نتج عنها عدة حبكات سينمائية مبهرة جعلتنا نستمتع بساعتين من الفن السابع الذي افتقدنا أن نرى مثله منذ زمن بعيد..
تقييم تحفة السنة #JOKER
IMDb : 9.4
Rotten Tomatoes : 72%
اتركوا المقارنات جانباً
فقط .. استمتعوا